📁 آخر الأخبار

مدينة فاس المغربية

مدينة فاس هي واحدة من أقدم المدن التاريخية في المغرب والعالم العربي، تأسست في القرن الثامن الميلادي وتعتبر عاصمة علمية وثقافية للمغرب.

           إليك نظرة مفصلة عن تاريخ، ثقافة، ومعالم مدينة فاس .

المدينة القديمة، فاس
        1-تاريخ مدينة فاس
 
تأسست مدينة فاس في عام 789م على يد إدريس الأول، الذي أسس الدولة الإدريسية، أول دولة إسلامية في المغرب. في البداية، كانت المدينة مجرد مستوطنة صغيرة، لكنها ازدهرت بسرعة بعد قدوم المهاجرين من القيروان والأندلس. شهدت فاس ازدهاراً كبيراً خلال العصور الوسطى وأصبحت مركزًا علميًا وثقافيًا وتجاريًا هامًا.
 
في القرن الثالث عشر، خلال فترة المرينيين، تم بناء **فاس الجديد**، وهو جزء جديد من المدينة تم تأسيسه لتوسيع المدينة الأصلية **فاس البالي**، أصبحت فاس في تلك الفترة عاصمة للدولة المرينية، ما أضاف لها مزيداً من الأهمية.
 
 2-الثقافة والتراث
 
تعتبر فاس مركزًا ثقافيًا وعلميًا مهمًا، بفضل وجود **جامعة القرويين**، التي تأسست في عام 859م وتُعد أقدم جامعة في العالم تعمل بشكل مستمر. كانت القرويين مركزًا للعلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ودرس فيها علماء بارزون من مختلف المجالات.
 
إلى جانب التعليم، تُعرف فاس بصناعاتها التقليدية، مثل صناعة الجلود، النحاسيات، والزليج. صناعة الجلود في **مدبغة شوارا** تعد من أشهر الصناعات التقليدية في فاس وتجذب الكثير من الزوار.
 
  3-المدينة القديمة (فاس البالي)
 
فاس البالي هي أقدم وأهم جزء من المدينة، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. تحتوي المدينة القديمة على أكثر من 9,000 زقاق ضيق ومتشابك، مما يجعلها واحدة من أكبر المدن القديمة غير المخططة في العالم. تتميز فاس البالي بمساجدها القديمة، مدارسها الدينية، والأبواب العتيقة مثل **باب بوجلود**.
باب بوجلود، فاس
  
4-أهم المعالم السياحية في فاس
 
– **جامعة القرويين**: كما ذكرنا سابقاً، هي أقدم جامعة في العالم وتضم مكتبة تحتوي على مخطوطات نادرة.
 
– **مدرسة العطارين**: تحفة معمارية بنيت في القرن الرابع عشر، وتعد واحدة من أجمل المدارس التقليدية في فاس.
 
– **مدبغة شوارا**: مكان شهير لصبغ الجلود بالطريقة التقليدية، وهي مفتوحة للزوار.
 
– **ضريح مولاي إدريس الثاني**: مقام الملك المؤسس للمدينة، ويعتبر مزارًا مهمًا للسكان المحليين.
 
– **باب بوجلود**: أحد أشهر الأبواب القديمة في فاس، والذي يميز مدخل المدينة القديمة بتصميمه الفريد.

       5-الطبيعة والبيئة 

تقع فاس على سلسلة جبال الأطلس المتوسط، مما يوفر للمدينة طقساً معتدلاً طوال العام. البيئة الطبيعية المحيطة بها تتميز بالغابات والمناطق الزراعية الخصبة، مما يجعل المدينة مشهورة بالزيتون، والتمور، والبرتقال.
 
 6-دور فاس في المغرب الحديث
 
بالرغم من أن العاصمة السياسية للمغرب انتقلت إلى الرباط، إلا أن فاس لا تزال تحتفظ بأهميتها الثقافية. تستضيف المدينة العديد من المهرجانات الثقافية مثل **مهرجان فاس للموسيقى الروحية**، الذي يجذب فنانين وزوار من جميع أنحاء العالم.
 
 7- فن العمارة في فاس
 
العمارة في فاس تعد مزيجاً مميزاً من الأنماط الإسلامية التقليدية التي تأثرت بالثقافات المتعددة التي مرت عبر المدينة على مر العصور. تبرز العمارة المغربية التقليدية في **المدارس**، **المساجد**، **القلاع**، و**القصور**، حيث يستخدم الزخرفة الدقيقة من **الزليج** (البلاط التقليدي)، **الجص المنقوش**، و**الخشب المنحوت**.
على سبيل المثال، **مدرسة بو عنانية** التي بنيت في القرن الرابع عشر، تعتبر واحدة من أروع الأمثلة على العمارة المرينية، وتشتهر بزخارفها المتقنة، ساحتها الفسيحة، ونقوشها القرآنية.

صناعة الفخار، فاس

  8-الاقتصاد المحلي

           تشتهر فاس بالأسواق التقليدية، التي تُعرف بـ »الأسواق القديمة »، حيث تباع مختلف المنتجات اليدوية التقليدية مثل الزرابي، النحاسيات، الأقمشة الفاخرة، والعطور الشرقية. الأسواق في فاس ليست مجرد مكان للتسوق، بل هي تجربة ثقافية بحد ذاتها.

إلى جانب الحرف التقليدية، يعتمد اقتصاد فاس على الزراعة، حيث تشتهر المناطق المحيطة بالمدينة بإنتاج الزيتون، الفواكه، والحبوب. كما أن السياحة تُعتبر دعامة أساسية للاقتصاد المحلي، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بتاريخها الغني ومعالمها الثقافية.
القرويين، فاس
9-التعليم والعلوم 

         فاس، كما ذُكر سابقاً، كانت مركزاً علمياً مهماً في العالم الإسلامي. إلى جانب جامعة القرويين، تضم المدينة العديد من المدارس التقليدية  التي كانت تركز على تعليم العلوم الشرعية، اللغة العربية، والرياضيات.

في العصر الحديث، تستمر فاس في الحفاظ على هذا الدور الثقافي والتعليمي من خلال الجامعات الحديثة والمؤسسات الأكاديمية. كما أن العديد من المراكز الثقافية والمكتبات تسهم في إثراء الحياة الفكرية في المدينة.
 
 10-المهرجانات الثقافية

 

فاس هي مدينة للمهرجانات والمناسبات الثقافية التي تجذب زوارًا من جميع أنحاء العالم. **مهرجان فاس للموسيقى الروحية** هو أبرز هذه الفعاليات، ويقام سنويًا ويجمع بين الموسيقى التقليدية والروحية من مختلف الثقافات، يعتبر هذا المهرجان فرصة للاحتفاء بالسلام والتسامح من خلال الفنون.
كما يُنظم في المدينة مهرجانات أخرى مثل **مهرجان فاس للسينما** و**مهرجان فاس للفنون التقليدية**، والتي تعزز مكانة المدينة كمركز ثقافي.
مهرجان الموسيقى الروحية،  فاس

  11-التحديات التي تواجه المدينة

 رغم الغنى الثقافي والتاريخي، تواجه مدينة فاس تحديات متعددة، منها:
 
– **الحفاظ على التراث**: بسبب قدم المدينة، يحتاج العديد من المباني التاريخية إلى ترميمات دورية للحفاظ عليها.
 
– **البنية التحتية**: البنية التحتية الحديثة في المدينة قد تكون أقل تطورًا مقارنة ببعض المدن المغربية الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط، مما يؤثر على نوعية الحياة والخدمات المقدمة للسكان.
 
– **التوسع العمراني**: التوسع السريع في المدينة قد يؤدي إلى تضييق المساحات التاريخية والمواقع التراثية، وهو تحدٍ يتطلب إدارة متأنية للتوفيق بين الحفاظ على التراث والنمو الحضري.
 
مدينة فاس

مدينة فاس هي جوهرة المغرب الثقافية والتاريخية، التي تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر. بفضل معالمها التاريخية، حرفها التقليدية، وأهميتها الثقافية، تستمر فاس في أن تكون مركزًا هامًا للحياة المغربية ومقصدًا رئيسيًا للسياحة العالمية.

تاريخ و حضارة

فاس ليست مجرد مدينة قديمة، بل هي رمز للتراث المغربي العريق. تضم بين شوارعها وأزقتها قصة من التاريخ، الثقافة، والعلم. بفضل موقعها التاريخي وأهميتها الثقافية، تستمر فاس في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون لاستكشاف عراقتها والتراث الذي تمتاز به.
تعليقات