📁 آخر الأخبار

نزار قباني

نزار قباني (1923-1998) هو شاعر سوري و يُعد من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، عُرف بأسلوبه الرومانسي الثوري والمثير للجدل. 

 و في هذا المقال الذي أتمنى أن يروقكم، سأحاول تقريبكم جهد ما استطعت من حياة نزار قباني ، انجازته العلمية، دوره في الميدان السياسي و الاجتماعي و الثقافي.

نزار قباني

1.حياته ونشأته:

وُلد نزار توفيق قباني في 21 مارس 1923 في دمشق، سوريا في عائلة  عريقة تُعرف بـ"آل قباني" وهي عائلة دمشقية عريقة، وكان والده توفيق قباني تاجرًا وناشطًا وطنيًا شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي لسوريا، درس نزار  الحقوق في الجامعة السورية (جامعة دمشق حاليًا) وتخرج عام 1945 كما أنه نشأ في بيئة ثقافية منفتحة رغم تمسكها بالعادات الدمشقية التقليدية، وتأثر بجمال مدينته القديمة و قد كان لعائلته اهتماما بالفنون والشعر، مما ساعد في تشكيل موهبته منذ الصغر.

أ. زواجه الأول وعائلته الصغيرة:

تزوّج نزار قباني للمرة الأولى من ابنة عمه زهرة أقبيق في سن مبكرة و أنجبت منه ابنته هدى (هدباء) وابنه توفيق قباني، هذا الأخير كان مصدر فخره وأمله الكبير، لكنه توفي في شبابه بسبب مرض في القلب، مما تسبب لنزار في أزمة نفسية حادة و هو ما جعله يكتب قصيدة مؤثرة في رثائه بعنوان "إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني"، حيث عبّر عن حزنه العميق لفقد ابنه.

 و من القصيدة:
"كان اللهُ يعطيكِ الذراعينِ الطويلينِ..
كي تطيرَ يا بنيّ.. لكنك اخترتَ الرحيلَ قبل أن تنضج الأجنحة!"

أما ابنته هدى (هدباء)، فقد عاشت لفترة في بيروت ثم انتقلت إلى أوروبا بعد وفاة والدها.
نزار مع زوجته

ب- زواجه الثاني من بلقيس الراوي

بعدما التقى نزار بالإعلامية العراقية بلقيس الراوي خلال إحدى زياراته إلى بغداد،وقع في حبها، لكن عائلتها رفضت الزواج في البداية بسبب شعره الجريء، ثم وافقوا لاحقًا، فتزوجها عام 1969، وكانت بلقيس مصدر إلهامه الكبير وملهمته في كثير من القصائد و بعدها أنجبت منه عمر وزينب، وعاش معا حياة مستقرة حتى عام 1981.

 قال عنها:
"بلقيسُ.. كانت أجملَ الملكاتِ في تاريخ بابلْ
بلقيسُ.. كانت أطولَ النخلاتِ في أرض العراقْ!"

الا أن بلقيس قُتلت عام 1981 في تفجير السفارة العراقية في بيروت ، وكان ذلك أكبر صدمة في حياته حيث كتب قصيدة "بلقيس" التي عبر فيها عن ألمه وحزنه العميق لفقدانها، وألقى باللوم على الأنظمة العربية التي تسببت في الفوضى والعنف.

 و من القصيدة:
"بلقيسُ.. يا وجعي.. ويا وجعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا ترى.. من بعد شعركِ سوف ترتفعُ السنابلْ؟"

و هو ما جعله يعيش في حالة اكتئاب وعزلة طويلة، وقرر مغادرة العالم العربي والاستقرار في لندن حيث كتب أغلب أعماله الأخيرة.

 خلاصة القول، فان نزار :

✔ نشأ في عائلة دمشقية مرموقة، وكان والده تاجرًا ووطنيًا معروفًا.
✔ تزوج مرتين: الأولى من زهرة أقبيق، والثانية من بلقيس الراوي.
✔ فقد ابنه توفيق قباني بسبب مرض في القلب، مما ترك أثرًا عميقًا عليه.
✔ قُتلت زوجته الثانية بلقيس الراوي في تفجير السفارة العراقية، وكانت أكبر مأساة في حياته.
✔ أنجب هدباء، توفيق، عمر، وزينب، وظل قريبًا من أسرته رغم المحن التي مر بها.
✔ قضى سنواته الأخيرة في لندن قبل وفاته عام 1998، ودفن في دمشق حسب وصيته.

2.حياته المهنية:

بعد التخرج، عمل دبلوماسيًا في وزارة الخارجية السورية، وتنقّل بين دول مثل لبنان، مصر، تركيا، إسبانيا، وبريطانيا إلا أنه في عام 1966، استقال من السلك الدبلوماسي ليتفرغ تمامًا للشعر والأدب.

أ-شعره وأسلوبه

بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، ونشر أول ديوان له عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" كما كتب في مجالات الشعر الغزلي، السياسي، الاجتماعي، والنسوية و امتاز أسلوبه بالبساطة والعمق في آنٍ واحد، فدمج اللغة الفصحى مع العامية، مما جعله قريبًا من الجماهير.
وكان نزار من روّاد تحرير الشعر العربي من التقليدية، وكتب بطريقة جديدة تمزج بين الرومانسية الجرأة كما انتقد في كثير من قصائده الأنظمة السياسية العربية، مما أثار الجدل حوله.

ب-أبرز أعماله

  • من أشهر دواوينه:

  1. قالت لي السمراء (1944)
  2. طفولة نهد (1948)
  3. سامبا (1949)
  4. أنت لي (1950)
  5. قصائد (1956)
  6. حبيبتي (1961)
  7. الرسم بالكلمات (1966)
  8. يوميات امرأة لا مبالية (1968)
  9. كتاب الحب (1970)
  10. قصائد متوحشة (1970)
  11. كل عام وأنتِ حبيبتي (1978)
  12. إلى بيروت الأنثى مع حبي (1979)
  13. قصيدة بلقيس (1982) – تأثر فيها بمقتل زوجته بلقيس الراوي في تفجير السفارة العراقية في بيروت.
  14. أنا رجل واحد وأنتِ قبيلة من النساء (1994)
نزار يلقي قصيدته
ج-أشهر الاقتباسات من شعره:
"إني خيرتكِ فاختاري.. فجبن ألا تختاري!"
"أحبكِ جدًا وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل"
"الحب في الأرض بعضٌ من تخيلنا.. لو لم نجده عليها لاخترعناهُ"

باختصار، فان نزار قباني لم يكن شاعرًا دينيًا ولم يكن معروفًا بتوجهات دينية واضحة أو متشددة، بل كان شاعرًا ليبراليًا يميل إلى الحداثة والتجديد، وركز في شعره على الحب، المرأة، الحرية، وقضايا السياسة والاجتماع.

3- موقفه من الدين والتقاليد:

لم يكن معاديًا للدين، لكنه كان ناقدًا لبعض التقاليد الدينية والاجتماعية التي رأى أنها تكبل حرية الأفراد، وخاصة حرية المرأة و قد كتب العديد من القصائد التي تنتقد التشدد الديني والأنظمة الديكتاتورية، مما جعله في مواجهة مع بعض رجال الدين والسياسيين لأنه أيضا كان يعتبر  بعض رجال الدين يستخدمون الدين كأداة للسيطرة على العقول وليس كوسيلة روحانية حقيقية.

أ- الجدل حول بعض قصائده:

بعض قصائده أثارت غضب رجال الدين بسبب ما اعتبروه تجاوزًا للخطوط الحمراء، خاصة في تصويره الجريء للحب والجسد و من أشهر مثال على ذلك قصيدته "المهرولون"، التي كتبها بعد اتفاقية أوسلو (1993)، حيث انتقد الحكام العرب ورجال الدين الذين رأى أنهم تخلوا عن القضية الفلسطينية.

ب- رؤيته الروحية والفكرية:

لم يكن نزار قباني ملحدًا، لكنه كان ينظر إلى الدين كرحلة روحية شخصية وليس كأوامر يجب اتباعها حرفيًا و كان يرى أن الحب والجمال والحرية أشكال من الروحانية، لذلك كان يقدس المرأة ويرى فيها رمزًا للجمال الإلهي.

ج-كيف انعكس ذلك في شعره؟

في بعض قصائده، كان يستخدم الرموز الدينية لإيصال رسائل عميقة، مثل قوله:
"كلما طال المعراج، زاد اشتياقي إليكِ" حيث كان يرى في المرأة إلهامًا سماويًا، وأحيانًا استخدم تشبيهات دينية لوصف الحب.

و من هناك، يمكن تلخيص مواقفه السياسية فيما يلي:

نزار قباني لم يكن ضد الدين نفسه، لكنه كان ضد استغلال الدين في القمع والتضييق على الحريات. كان يؤمن أن الدين يجب أن يكون وسيلة للتسامح والمحبة وليس للقهر. لهذا السبب، تعرض للهجوم من بعض رجال الدين، لكنه ظل واحدًا من أكثر الشعراء تأثيرًا في العالم العربي.

4-التوجهات السياسية لنزار قباني

نزار قباني لم يكن سياسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه كان شاعرًا ملتزمًا بقضايا الأمة العربية، وكانت مواقفه السياسية واضحة في العديد من قصائده، خاصة بعد نكسة حرب 1967، حيث أصبح أكثر انتقادًا للأنظمة العربية.

أ- موقفه من الأنظمة العربية

في بداياته، لم يكن شعره مسيّسًا، لكنه بعد نكسة 1967 تحول إلى شاعر ناقد بشدة للأنظمة العربية و كان يرى في الحكام العرب سببًا رئيسيًا للهزائم والانكسارات، ووصفهم بأنهم مسؤولون عن التخلف السياسي والثقافي.
ففي قصيدته الشهيرة "هوامش على دفتر النكسة"، هاجم تقاعس الحكام العرب، مما أدى إلى منع دواوينه في عدة دول عربية و هذا  مقتطف من "هوامش على دفتر النكسة":
"إذا خسرنا الحرب لا غرابة.. لأننا ندخلها.. بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة!"

ب- موقفه من القضية الفلسطينية

كان نزار قباني داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية  حيث كتب عنها العديد من القصائد التي أصبحت أيقونية.
  • في قصيدته "المهرولون" (1993)، هاجم اتفاقية أوسلو واتهم الحكام العرب بالتنازل عن القضية الفلسطينية حيث قال عنهم:
"من باعنا للحاكمينَ.. على بساطِ الريحِ يذهبُ للصلاةِ، ويعودُ دونَ جبينِ!
كما انتقد التطبيع مع إسرائيل ورفض التفريط في الحقوق العربية.

ج-موقفه من الحريات والديمقراطية

كان نزار من أشد المدافعين عن حرية الرأي والتعبير، وهاجم القمع والاستبداد السياسي، في بعض قصائده، وصف المواطن العربي بأنه مقموع ومقهور من قبل الحكومات، كما في قصيدته "يوميات رجل مهزوم".

 و هذا مقتطف من قصائده:
"أريدُ بندقية.. خاتمُ أمي بعتهُ.. من أجلِ بندقية"

كما طالب بأن يكون للمواطن العربي دور في صناعة القرار السياسي، وليس مجرد تابع للأنظمة.

د- موقفه من الغرب والتدخلات الأجنبية

رغم انتقاده للأنظمة العربية، لم يكن متحمسًا للتدخل الأجنبي في شؤون العرب لأنه رأى أن الاستعمار والتدخلات الغربية ساهمت في تفتيت العالم العربي، لكنه في الوقت نفسه انتقد الأنظمة العربية التي تحولت إلى ديكتاتوريات بحجة مواجهة الاستعمار.

هـ-علاقته بالأنظمة وتأثير مواقفه السياسية عليه

بسبب قصائده الجريئة، تعرض للمنع والمضايقات في أكثر من بلد عربي ودُفعت أشعاره إلى المنفى السياسي بشكل غير رسمي، خاصة بعد قصيدة "هوامش على دفتر النكسة" الا أنه و رغم ذلك، ظل شعره السياسي متداولًا، واستمر في الكتابة حتى وفاته.

من هنا يمكن القول:

  • كان نزار قباني ناقدًا شرسًا للأنظمة العربية، خاصة بعد نكسة 1967.
  • دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع إسرائيل.
  • دافع عن حرية الرأي وحقوق المواطن العربي.
  • انتقد الاستبداد، لكنه لم يكن مؤيدًا للتدخلات الأجنبية في المنطقة.

5-المواقف الاجتماعية لنزار قباني

نزار قباني لم يكن مجرد شاعر حب، بل كان أيضًا ثائرًا اجتماعيًا انتقد التقاليد المقيدة للحريات، ودافع عن قضايا المرأة، الحب، والحرية الفكرية حيث أثارت مواقفه الاجتماعية الجدل، وجعلته شخصية مؤثرة ومثيرة للنقاش في العالم العربي.

أ-موقفه من المرأة وحقوقها

 المرأة كانت محور شعره وأفكاره، حيث رأى فيها رمزًا للجمال والحرية، ورفض النظرة التقليدية التي تحصرها في دور ثانوي و كان يطالب بتحرير المرأة من القيود الاجتماعية التي تمنعها من التعبير عن نفسها بحرية كما انتقد المجتمع الذكوري الذي يرى في المرأة مجرد وسيلة لإنجاب الأطفال أو خادمة للمنزل.

 هذا مقتطف من شعره:
"يا سادتي.. يا سادتي..
لقد أصبحَ الشِّعرُ زجاجًا كسّرتهُ أناملُ النساءْ!"

 في قصيدته "يوميات امرأة لا مبالية"، أعطى صوتًا للمرأة المتمردة التي ترفض الخضوع لقوانين المجتمع منها ما يلي:

"أنا امرأةٌ لا تقبلُ القسمةَ على اثنينْ
أنا امرأةٌ.. لا تُؤمنُ بنظريةِ القطيعْ!"

و هو ما جعل بعض النقاد يعتبرونه شاعر الأنوثة والتمرد، بينما رأى البعض الآخر أن جرأته كانت تجاوزًا للأخلاق التقليدية.

ب- موقفه من الحب والزواج

نزار يرى نفسه في المراة
 كان قباني يرى أن الحب يجب أن يكون حرًا وغير خاضع للتقاليد الاجتماعية الصارمة حيث رفض فكرة الزواج التقليدي القائم على الواجبات فقط، ودعا إلى الزواج القائم على الحب والمشاركة كما  انتقد المجتمعات العربية التي تعتبر الحب جريمة أو عارًا، ورأى أن القمع العاطفي يولد الكبت والتعاسة.

 و من كلماته:
"حين يكون الحبُ كبيرًا، لن يتحوّل هذا الحب إلى زواج، لأنه يستحيل أن نُعلّب الشمس في قارورة عطر!"

 في كثير من قصائده، عبّر عن فكرة أن الزواج التقليدي يقتل الحب بسبب الروتين والقيود الاجتماعية.

ج-موقفه من الحرية الفكرية والتعبير

 كان من أشد المدافعين عن حرية الفكر والتعبير، ورأى أن المجتمع العربي يكبل عقول أبنائه عبر الرقابة والخوف من قول الحقيقة حيث انتقد الرقابة على الأدب والفنون، ورفض فكرة أن الشعر يجب أن يكون تحت سيطرة القوانين الأخلاقية أو الدينية.

 مقتطف شهير له:
"إذا كان الشِّعرُ هجاءً للواقعِ العربيّ.. فأنا أكبرُ شُعراءِ الهِجاء!"

 و قد تعرضت بعض دواوينه للمنع في أكثر من بلد عربي بسبب جرأته في الحديث عن الحب والسياسة والدين.

د-موقفه من العادات والتقاليد

كان يرى أن بعض العادات والتقاليد تقيد الإبداع والحرية الشخصية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرأة والحب و انتقد المجتمعات التي تتحكم في مشاعر الناس وحياتهم باسم العادات القديمة كما رأى أن الشرف الحقيقي لا يُقاس بالملابس أو بسلوك المرأة، بل بالصدق والنزاهة والكرامة.

 من أقواله:
"أريدُ أن أُحرّرَ جسدي من عصورِ الحريمْ..
أريدُ أن أفتحَ نافذةً على الشمسِ.."

و رغم أن شعره كان ثوريًا على الصعيد الاجتماعي إلا أنه واجه انتقادات شديدة من المحافظين الذين اعتبروا أفكاره تغريبية وتخريبية.

هـ-موقفه من الفن والموسيقى

 كان يعتقد أن الفن هو وسيلة للتعبير عن الجمال والحرية، وكان من أشد المدافعين عن دور الشعر في تطوير الوعي المجتمعي و له العديد من القصائد التي تحولت إلى أغانٍ خالدة غناها كبار الفنانين مثل كاظم الساهر، ماجدة الرومي، عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم.

"علّمني حبك أن أحزن.. وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن.."
نزار قباني مع كاظم الساهر

 كان يرى أن الموسيقى والشعر يجب أن يكونا صوتًا للحب والحرية وليس مجرد أدوات للترفيه.

 و من هنا نستنتج ما يلي بخصوص مواقفه الاجتماعية:

  • كان مناصرًا قويًا لحقوق المرأة واعتبرها رمزًا للحرية والجمال.
  • دعا إلى تحرير الحب من القيود الاجتماعية، وانتقد الزواج التقليدي القائم على الواجبات فقط.
  • كان من أشد المدافعين عن حرية الفكر والتعبير ورفض الرقابة على الأدب والفنون.
  • رفض بعض العادات والتقاليد المقيدة للحريات، ودعا إلى مجتمع أكثر انفتاحًا وتسامحًا.
  • أثر في الفن العربي والموسيقى، وجعل الشعر أكثر قربًا من الناس من خلال أغانيه الشهيرة.

6-وفاة نزار قباني

 أ- المرض وأيامه الأخيرة

انه و رغم الحزن الكبير الذي عاشه، فقد بقي نزار قباني مرتبطًا بعائلته وكانت هدباء، ابنته من زوجته الأولى، قريبة منه كثيرًا الى أن وافته المنية في 30 أبريل 1998 في لندن، ونُقل جثمانه إلى دمشق، بناءً على وصيته، حيث دُفن بجانب عائلته.
في سنواته الأخيرة، عانى نزار قباني من أمراض القلب وتدهورت صحته تدريجيًا خاصة بعد مقتل زوجته بلقيس الراوي عام 1981، عاش في لندن مع ولديه عمر وزينب، وكان قليل الظهور  لأنه دخل في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد، مما أثر على صحته النفسية والجسدية.

ب-إرثه وتأثيره

لقد ترك نزار قباني  إرثًا شعريًا هائلًا، وترجمت العديد من قصائده إلى لغات مختلفة و غنى العديد من قصائده كبار الفنانين مثل كاظم الساهر، عبد الحليم حافظ، ماجدة الرومي، أم كلثوم، فيروز و بقيت قصائده تُدرّس وتُلهم الأجيال الجديدة من الشعراء.

ج- وصيته قبل وفاته

أوصى أن يُدفن في مدينته دمشق، حيث قال في إحدى رسائله الأخيرة:
 "أعيدوني إلى دمشق.. إلى قبري في دمشق.. إلى جذوري الأولى!" لأنه كان يرى دمشق مدينة الحب والجمال، ولم يرد أن يُدفن بعيدًا عنها رغم سنواته الطويلة في الغربة.
 د-مراسم الجنازة والدفن
نُقل جثمانه من لندن إلى دمشق بعد وفاته، وسط حزن واسع في العالم العربي و شهدت جنازته حضورًا كبيرًا من الأدباء والشعراء والسياسيين ومحبيه من مختلف الدول العربية و تم دفنه في مقبرة العائلة في حي المزة بدمشق، بجوار والديه وأفراد عائلته حيث تحولت جنازته إلى حدث وطني في سوريا، حيث خرج آلاف السوريين لتوديعه وسط دموع ومشاعر حزينة.

و من أشهر عباراته التي رددها محبوه عند وفاته:
"الشعر يبقى بعد أن يموت الشعراء!"

هـ-تأثير وفاته وردود الفعل

كانت وفاة نزار قباني خسارة كبيرة للأدب العربي، حيث كان يعتبر شاعر الحب والسياسة والحرية حيث نعاه كبار الشعراء والمثقفين والفنانين، وأقيمت أمسيات شعرية في مختلف الدول تكريمًا لإرثه الأدبي و ما زالت قصائده تُدرّس وتُقرأ حتى اليوم، وأغانيه المغنّاة من كبار الفنانين لا تزال تُسمع في كل مكان.

 الخلاصة

✔ توفي نزار قباني في لندن عام 1998 بسبب مضاعفات مرض القلب.
✔ أوصى بأن يُدفن في دمشق، مسقط رأسه، ليعود إلى "جذوره الأولى".
✔ جنازته كانت حدثًا وطنيًا كبيرًا، وشهدت حضور آلاف السوريين.
✔ وفاته شكّلت خسارة فادحة للأدب العربي، لكنه بقي خالدًا عبر أشعاره وأغانيه.
تعليقات